
في خطوة تعكس التحول الاقتصادي العميق الذي تعرفه الجزائر، أعلن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أن البلاد حققت أعلى نسبة نمو اقتصادي في منطقة البحر الأبيض المتوسط، مشيرًا إلى أن هذا الإنجاز يعكس فعالية السياسات الاقتصادية المنتهجة والتوجه نحو تعزيز الإنتاج الوطني.
إنتاج فلاحي يقترب من المحروقات
وخلال لقائه مع ممثلي وسائل الإعلام الوطنية، كشف الرئيس تبون أن قيمة الإنتاج الفلاحي في الجزائر بلغت نحو 38 مليار دولار خلال السنة الجارية، وهو رقم يقترب من عائدات قطاع المحروقات، ما يؤكد الأهمية المتزايدة للقطاع الفلاحي كدعامة أساسية للنمو الاقتصادي.
اكتفاء ذاتي في القمح الصلب وخطة لتوسيع السيادة الغذائية
في تصريح لافت، أكد رئيس الجمهورية أن الجزائر حققت، ولأول مرة منذ 63 سنة، الاكتفاء الذاتي في إنتاج القمح الصلب، موضحًا أن الجهود متواصلة لتحقيق الاكتفاء الذاتي أيضًا في إنتاج القمح اللين، الذرة، والشعير. ويعكس هذا التوجه حرص الدولة على ضمان الأمن الغذائي وتقليص التبعية للاستيراد، لا سيما في ظل الاضطرابات العالمية في سلاسل التموين.
استراتيجية اقتصادية صارمة تعتمد على التحفيز والمردودية
شدد الرئيس تبون على أن الجزائر تبنّت “قالبًا اقتصاديًا” جديدًا يعتمد على الإنتاجية والمردودية، مؤكدًا أن “من يخرج عن هذا الإطار يدفع الثمن”، في إشارة إلى عدم التساهل مع من يعيق التوجه التنموي الجديد.
كما أشار إلى أن الدولة تدعم المستثمرين الجادين، مستشهدًا بمنح سلفيات بنكية تصل إلى 90% لمن ينجح في إنتاج مواد استراتيجية مثل السكر، وهي آلية تهدف إلى تشجيع الاستثمار الفلاحي والصناعي المحلي.
الجزائر محصنة ضد الأزمات المفتعلة
في ظل الحديث عن أزمات غذائية تضرب العديد من دول العالم، طمأن رئيس الجمهورية المواطنين بأن الجزائر بعيدة عن هذه الأزمات، مؤكدًا أن الاقتصاد الوطني لا يُدار تحت الضغط، بل بأسلوب الإقناع والتحفيز عبر مغريات مالية مدروسة.
الجزائر تتجه نحو نموذج تنموي متكامل
من خلال هذه التصريحات، يتضح أن الجزائر تتجه نحو نموذج اقتصادي متكامل يوازن بين القطاعات الحيوية، خصوصًا الفلاحة والصناعة، ويُعوّل على الخبرات الوطنية والتجربة الأوروبية في المجال الفلاحي. هذا النموذج يُبنى على السيادة الغذائية، التنويع الاقتصادي، والتحكم في مفاتيح الإنتاج
دحماني فاطمة