
تستعد وزارة الصحة الجزائرية لإطلاق حملة وطنية شاملة لتعزيز تلقيح الأطفال يوم الأحد المقبل، في خطوة حاسمة تهدف إلى حماية صحة صغارنا من الأمراض المعدية. تستهدف هذه الحملة الأطفال دون سن السادسة الذين لم يتلقوا لقاحاتهم بعد أو الذين تأخروا عن مواعيدها المحددة. تأتي هذه المبادرة في إطار سعي الوزارة لتحسين تغطية التلقيح الروتيني عبر جميع الولايات الـ 58، مما يؤكد التزام الجزائر الراسخ بتحصين أجيالها القادمة.
لقد أثبت برنامج التلقيح في الجزائر على مر السنين فعاليته الكبيرة في القضاء على العديد من الأمراض المعدية، وساهم بشكل مباشر في حماية صحة الأطفال. فبفضل الرزنامة الوطنية للتلقيح، قطعت الجزائر أشواطًا كبيرة في هذا المجال الحيوي. لكن وزارة الصحة تحذر من أن أي تراجع في تغطية التلقيح، سواء على المستوى الوطني أو الجهوي، يعرض السكان لخطر عودة ظهور أمراض خطيرة يمكن الوقاية منها باللقاحات، مثل مرض الدفتيريا الذي شهد حالات متفرقة أو وبائية في السابق. لذا، تُعد هذه الحملة ضرورية لسد أي فجوات وضمان استمرارية الحماية.
لضمان أقصى درجات النجاح لهذه الحملة الوطنية الشاملة، قامت وزارة الصحة بتوفير كافة الإمكانيات المادية والبشرية اللازمة. يشمل ذلك تأمين كميات كافية من اللقاحات، بالإضافة إلى توفير المستلزمات الطبية الضرورية لهذا الغرض. وستشمل الحملة جميع المرافق الصحية المخصصة للتلقيح على امتداد التراب الوطني. ولن تقتصر الجهود على المراكز الثابتة؛ بل سيتم الاستعانة بقوافل طبية متنقلة للوصول إلى المناطق المعزولة التي قد تفتقر إلى المراكز الطبية، لضمان وصول الخدمة لكل طفل مستحق. كما ستقوم الأطقم الطبية وشبه الطبية بدور حيوي في هذه الحملة، حيث سينظمون حملات تحسيسية وتوعوية مكثفة تستهدف الأولياء، لتسليط الضوء على الأهمية القصوى لاستدراك جميع التأخيرات المسجلة في عملية تلقيح أبنائهم، وتبيان كيف أن كل جرعة لقاح هي خطوة نحو مستقبل صحي آمن لأطفالنا.
بن عائشة نسرين