بشراكة جزائرية قطرية… مشروع المستقبل لإنتاج الحليب المجفف ينطلق من أدرار

في خطوة استراتيجية لدعم الأمن الغذائي الوطني، شهدت ولاية أدرار، يوم الإثنين 28 جويلية 2025، مراسم توقيع عقود مهمة لإنجاز المشروع المتكامل لإنتاج الحليب المجفف، الذي ستشرف عليه شركة بلدنا الجزائر، بشراكة مع 14 شركة عالمية ووطنية، باستثمار يُقدّر بـ 500 مليون دولار.
توقيع العقود بحضور وزاري رفيع وتمثيل قطري رسمي
وأقيمت مراسم التوقيع تحت إشراف وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، يوسف شرفة، وبتكليف من وزير الداخلية والجماعات المحلية، شارك الأمين العام لولاية أدرار، السيد شريد رشيد، في الفعالية، إلى جانب وزراء البيئة وجودة الحياة، الصناعة، الري، والعمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، فضلًا عن ممثلين عن الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، والصندوق الوطني للاستثمار، وسونلغاز.
كما حضر مراسم التوقيع سفير دولة قطر بالجزائر، عبد العزيز علي النعمة، ورئيس مجلس إدارة شركة بلدنا قطر، محمد معتز الخياط، ورئيس مجلس إدارة بلدنا الجزائر، علي العلي، ما يعكس البعد الدولي والاهتمام الاستثماري الكبير بالمشروع.
مضمون العقود: تجهيزات حديثة وتكنولوجيا زراعية متقدمة
شملت العقود الموقعة توريد أحدث المعدات والتقنيات الخاصة بـ:
أنظمة الري الذكية والمقتصدة للمياه؛
حفر الآبار وتوفير الموارد المائية؛
خطوط إنتاج متكاملة للحليب المجفف؛
معدات تربية الأبقار وإنتاج اللحوم الحمراء؛
بالإضافة إلى اتفاقيات مع مكاتب دراسات دولية لتجسيد المراحل التقنية والهندسية للمشروع.
أهمية المشروع ودوره في الأمن الغذائي
وفي كلمته بالمناسبة، أكد وزير الفلاحة أن هذه الخطوة تمثل مرحلة حاسمة في تنفيذ المشروع، خاصة بعد استكمال الإجراءات القانونية المتعلقة بـ:
منح العقار الفلاحي المناسب؛
رخص حفر الآبار؛
فتح المسالك الفلاحية.
كما أشار الوزير إلى أن بداية شركة بلدنا الجزائر في إنتاج الحبوب خلال موسم 2025-2026، يؤكد الالتزام الفعلي بتحقيق أهداف المشروع والمساهمة الفعالة في تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي.
مشروع بلدنا أدرار: نموذج شراكة بين الجزائر وقطر
يمثل مشروع بلدنا لإنتاج الحليب المجفف في أدرار نموذجًا ناجحًا للشراكة الاقتصادية بين الجزائر وقطر، خاصة في قطاع استراتيجي مثل الصناعات الغذائية والفلاحة. كما يُعد من أبرز الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الجنوب الجزائري، ويُنتظر أن يساهم في:
خلق آلاف مناصب الشغل؛
دعم الإنتاج الوطني من الحليب ومشتقاته؛
تقليص فاتورة الاستيراد وتعزيز التصدير مستقبلاً.
يُعد مشروع الحليب المجفف بأدرار خطوة محورية نحو تعزيز السيادة الغذائية للجزائر، ويمثل نموذجًا ناجحًا للشراكة مع القطاع الخاص الدولي في مجالات حيوية. من المنتظر أن يُحدث هذا المشروع تحوّلًا كبيرًا في المشهد الفلاحي والصناعي بالجنوب الجزائري.
بقلم علي لكرومب تسابتي