بن السيحمو محمد…اسم خطّه النضال ويودّعه الوطن بحفاوة الأبطال

في جو مهيب مملوء بالحزن والوفاء، تم اليوم الجمعة تشييع جنازة المجاهد الفقيد بن السيحمو محمد بن مولاي عبد الكريم إلى مثواه الأخير بمقبرة سالي، بحضور السلطات المحلية، والمشائخ، وجمع غفير من المواطنين والمعزين من مختلف مناطق ولاية أدرار.
الفقيد يُعد من رموز الكفاح المسلح في الجبهة الجنوبية للثورة التحريرية الجزائرية، حيث كان أحد رفقاء السلاح الأوفياء لكل من المجاهدين عبد الله بلهوشات وشريف مساعدة، ممن خاضوا المعارك البطولية ضد الاستعمار الفرنسي في أصعب الظروف.
رفيق درب المجاهدين في الجبهة الجنوبية
ولد المجاهد الراحل بن السيحمو محمد في منطقة سالي، وكان من أوائل الذين التحقوا بصفوف جيش التحرير الوطني، مشاركًا في عدة عمليات نوعية في الصحراء الكبرى، ضمن ما عرف بـالجبهة الجنوبية. وقد عرف الفقيد بإخلاصه، وحنكته الميدانية، والتزامه الشديد بقيم الثورة.
كان الفقيد أيضًا شاهدًا حيًّا على مراحل حاسمة من الثورة الجزائرية، واحتفظ بعلاقات وثيقة مع كبار قادة النضال المسلح في الجنوب، حيث ساهم إلى جانب رفاقه في إيصال صوت المقاومة إلى أعماق الصحراء رغم التحديات الكبيرة.
حضور واسع ورسائل تعزية
حضر الجنازة عدد من المسؤولين المحليين، من بينهم رئيس دائرة سالي وممثلو المجاهدين، بالإضافة إلى أعيان المنطقة ومشائخ الزوايا، تعبيرًا عن تقديرهم لما قدمه الفقيد في سبيل الحرية والاستقلال. كما وردت برقيات تعزية من عدة منظمات وطنية وأسر المجاهدين.
وقد ألقى أحد الحاضرين كلمة تأبينية أكد فيها أن “الفقيد يمثل جيلًا من المجاهدين الأوفياء الذين ضحوا بحياتهم من أجل استقلال الجزائر، وواجبنا اليوم أن نواصل حفظ الذاكرة التاريخية لهم وتكريمهم.”
إرث من البطولة والوطنية
إن رحيل المجاهد بن السيحمو محمد يترك فراغًا كبيرًا في الساحة الوطنية، ويذكّرنا بأهمية الحفاظ على ذاكرة الثورة التحريرية وتوثيق شهادات المجاهدين الذين عايشوا تلك الحقبة الحاسمة من تاريخ الجزائر.
نسأل الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يُلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
بقلم : شهيناز ربيب