تحويل قصر المنزه إلى فضاء للإبداع الفني

أعطى وزير الثقافة والفنون، زهير بللو، إشارة انطلاق مشروع ترميم قصر المنزه الواقع بقلب القصبة العتيقة بالعاصمة الجزائرية، وذلك بهدف تحويله إلى دار للفنانين، في خطوة تعكس التوجه الجديد نحو إعادة تأهيل المعالم التاريخية وتحويلها إلى فضاءات ثقافية مفتوحة للجمهور.

قصر المنزه: من معلم تراثي إلى فضاء للإبداع الفني

يُعتبر قصر المنزه، المعروف سابقًا بـ”القصر الشرقي”، أحد أبرز المعالم المعمارية بالقصبة، المصنفة ضمن التراث الوطني والعالمي. ويأتي مشروع الترميم في إطار رؤية وزارة الثقافة والفنون الهادفة إلى صون التراث الجزائري وتحويله إلى رافد ثقافي ينبض بالحياة، يخدم الفنانين والمبدعين ويقرّب المواطن من ذاكرته التاريخية.

وخلال الزيارة التفقدية، قُدمت عروض تقنية من طرف المدير العام للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، سمير ثعالبي، والمهندس المعماري المكلف بالمشروع، حيث تم التطرق إلى الجوانب التاريخية والهندسية للقصر، وخطة الترميم المعتمدة، وأجندة تنفيذ الأشغال.

احترام الطابع الأصيل لقلب القصبة

وشدد وزير الثقافة، في تصريحه لوسائل الإعلام، على ضرورة احترام الطابع المعماري الأصيل للقصبة خلال عمليات الترميم، مؤكدًا أن المشروع لا يقتصر على الجانب البنائي فقط، بل يسعى إلى بعث الحياة الثقافية في الفضاءات التاريخية، وتحويلها إلى مراكز تحتضن الفنون والمواهب الشابة.

كما أشار الوزير إلى أن أشغال الترميم ستتضمن ورشات تكوينية موجهة للمهندسين المعماريين والتقنيين الشباب، بما يعزز نقل المهارات في مجال ترميم المعالم التاريخية، ويسهم في ترسيخ ثقافة الحفاظ على التراث المعماري.

موعد الافتتاح ومعرض تكريمي لعمر الزاهي

من المنتظر أن يتم افتتاح دار الفنانين بقصر المنزه خلال الثلاثي الثاني من سنة 2026، حيث ستُدشَّن بمعرض خاص يخلد ذكرى أيقونة أغنية الشعبي عمر الزاهي، إلى جانب تنظيم فعاليات موسيقية وتوثيقية تسلط الضوء على التراث الموسيقي الجزائري بمختلف مدارسه.

نحو قصبة نابضة بالفن والتراث

يأتي مشروع ترميم قصر المنزه ضمن سلسلة مبادرات تهدف إلى إعادة الروح إلى القصبة الجزائرية، وجعلها مركزًا للفنون والإبداع، مع الحفاظ على مكانتها كواحدة من أبرز حواضر التاريخ في شمال إفريقيا.

ويُعد هذا المشروع مكسبًا جديدًا للفنانين الجزائريين، وفرصة لإعادة ربط الأجيال الصاعدة بـ كنوز الذاكرة الوطنية، من خلال فضاءات ثقافية تعكس الهوية الجزائرية وتدعم الإنتاج الفني المحلي.

دحماني فاطمة