تليلان تحت الحصار… الكلاب الضالة تُرعب الأطفال وتهاجم الشيوخ فجرًا

في وقتٍ يفترض أن يسود فيه الأمن والطمأنينة في أحياء ولاية أدرار، تعيش المدينة الجديدة تليلان، خاصة خلال ساعات الفجر والصباح الباكر، على وقع كابوس الكلاب الضالة، التي تحولت من مجرد “مخلوقات سائبة” إلى خطر داهم يهدد الأرواح، ويعيد إلى الأذهان حكايات مخيفة عن الهجوم والنهش والمطاردة.
من المغرب إلى التاسعة صباحًا… الخطر يجوب الشوارع
لا شيء يبعث على القلق أكثر من أن يشعر المواطن بأنه مطاردٌ في مدينته، وهذا ما يعيشه سكان تليلان يوميًا، خاصة الأطفال والشيوخ.
فالكلاب الضالة تغزو الحي من آذان المغرب حتى التاسعة صباحًا تقريبًا، حيث تنشط بأعداد كبيرة، وتنتشر عبر الطرقات والساحات والمساجد والمرافق، مهددة كل من يعترض طريقها.
أطفال “الكتاتيب” في خطر…!
يخرج الأطفال الصغار قُبيل الفجر متوجهين إلى المدارس القرآنية، حاملين معهم كتيّباتهم الصغيرة وهم يرددون بعضًا من المحفوظات… لكنهم لا يخرجون وحدهم، بل يخرجون مسلحين بالحجارة، متلفتين في كل اتجاه، متوقعين في أية لحظة أن ينقضّ عليهم كلب ضال أو قطيع كامل.
أصبحنا نخشى على أولادنا أكثر من خوفنا من الطريق نفسه، نوقظهم ونوصيهم أن لا يمشوا وحدهم وأن يحملوا معهم حجرًا أو عصا!
شهادة أحد أولياء التلاميذ من تليلان.
المصلون… ضيوف المساجد تحت التهديد
أما الشيوخ وكبار السن، ممن لا يتخلون عن صلاة الفجر في المساجد، فقد صاروا يفكرون ألف مرة قبل أن يخرجوا من بيوتهم.
كاد كلب أن ينهشني قرب المسجد، لولا أنني أمسكت بحجر كبير وخوّفته، والله لو لا ستر الله لحصل مكروه
عمّ الحاج محمد، من سكان حي النصر بتليلان.
البعض منهم يؤخر خروجه للمسجد حتى يسمع أصوات غيره من المارة، أو ينتظر أول شعاع للشمس، فقط حتى يشعر بالأمان.
سؤال مشروع… أين الجهات المعنية؟
أمام هذا الواقع المؤلم، يتساءل السكان بمرارة:
أين حملات جمع الكلاب الضالة التي أُعلن عنها سابقًا؟
لماذا لا يوجد تنسيق دوري بين البلدية، المصالح البيطرية، والدرك أو الحرس البلدي لمواجهة هذا الخطر؟
ما الفائدة من الخطط الأمنية، إن كان المواطن لا يشعر بالأمان وهو ذاهب لأداء فريضة أو دراسة كتاب الله؟!
نحن لا نطلب المستحيل… نطلب فقط أن نخرج من بيوتنا في الصباح بدون خوف من كلاب الشوارع مناشدة من ساكني تليلان.
دعوة عاجلة للسلطات المحلية
نناشد كل من:
رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية أدرار
مديرية البيئة
المصالح البيطرية الولائية
مصالح الأمن والحماية
المجتمع المدني والجمعيات المهتمة
بضرورة إطلاق حملة استعجالية وجادة للقضاء على ظاهرة الكلاب الضالة، خصوصًا في تليلان والأحياء المجاورة، قبل أن تحدث كارثة حقيقية، أو يزهق روح طفل أو شيخ، لا قدر الله.
الساعة الآن تقترب من الفجر، طفل صغير يستعد للخروج لحفظ القرآن، وشيخ عجوز يتوضأ لصلاة الفجر، لكن في الخارج…
“كلب ضال” يترصد، وساكن يهمس لنفسه
“هل أخرج للصلاة أم أؤجلها حتى تطلع الشمس؟!”
إلى متى هذا الخوف؟!
بقلم : علي لكرومب تسابتي