تشهد السياحة الداخلية في الجزائر خلال موسم صيف 2025 انتعاشًا ملحوظًا رغم التحديات المتعددة، على رأسها ارتفاع أسعار الفنادق ونقص المرافق الأساسية، وهو ما أكده العديد من الفاعلين في القطاع السياحي الوطني.
إقبال متزايد من السياح الجزائريين والمغتربين
في تصريح خاص لجريدة “الشروق”، قال جمال نسيب، رئيس الفيدرالية الجزائرية للفندقة والإطعام، ورئيس مجمع نسيب للسياحة، إن الفترة الحالية تعرف إقبالًا كبيرًا على السياحة الداخلية، خاصة من المغتربين والسياح القادمين من تونس وليبيا، الذين يفضلون الوجهات الحموية والطبيعية في الجزائر.
وأوضح نسيب أن ولايات الوادي وبسكرة تعرف حركية سياحية مميزة، بفضل توفر قرى سياحية وحمامات معدنية وأحواض سباحة، وهو ما يعكس تنوّع المقومات السياحية في الجنوب الجزائري.
نقص الأسرة وغلاء الأسعار.. تحديات مستمرة
رغم هذا الانتعاش، لا تزال مشكلة نقص الأسرة الفندقية وارتفاع أسعار الإقامة تؤرق الكثير من العائلات الجزائرية. وصرّح جمال نسيب بأن الحل يكمن في تشجيع الاستثمار في القرى السياحية والمخيمات المناسبة للطبقات البسيطة، بدل الاقتصار على الفنادق ذات الخمس نجوم.
كما ذكّر بتوجيهات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الداعية إلى دعم السياحة الداخلية وتنوع أنماط المبيت حسب طبيعة كل منطقة.
دعوة لتسهيلات بنكية وتحسين البنية التحتية
من جهته، أكد عبد الوهاب بولفخاد، رئيس الفيدرالية الوطنية للفندقة والسياحة، على ضرورة تجاوز العقبات التي تعيق تطور السياحة، مثل نقص المراحيض العمومية وهيمنة البلطجية على بعض الشواطئ، إضافة إلى ضعف الخدمات في بعض المناطق الساحلية.
وأضاف بولفخاد في حديثه لـ”الشروق”، أن التحضيرات لموسم الصيف انطلقت منذ شهر مارس، وأن عدة فنادق جزائرية جاهزة لاستقبال المصطافين بالتنسيق مع وكالات سياحية وبأسعار مدروسة حسب العرض والطلب.
كما دعا إلى تجاوب البنوك مع مشاريع المستثمرين الراغبين في بناء قرى سياحية جديدة، لضمان استدامة النشاط السياحي وتوسيع طاقة الإيواء في مختلف الولايات.
تحضيرات للصالون الدولي للسياحة والأسفار 2025
وفي إطار دعم الديناميكية السياحية، عقدت الفيدرالية الوطنية للفندقة والسياحة اجتماعًا للمكتب التنفيذي بفندق “بايازيد” بسطيف، لمتابعة نشاطات السداسي الأول من السنة، والتحضير لموسم الاصطياف المقبل (2025-2026)، إلى جانب التحضير للصالون الدولي للسياحة والأسفار المزمع تنظيمه من 12 إلى 15 جويلية الجاري تحت إشراف وزارة السياحة والصناعات التقليدية.
الجزائر.. وجهة واعدة رغم التحديات
تشير المؤشرات الحالية إلى أن الجزائر أصبحت وجهة واعدة للسياحة الداخلية والإقليمية، في انتظار حلول عملية ومستدامة لمشاكل البنية التحتية والخدمات، وهو ما يتطلب تضافر جهود القطاعين العام والخاص لإنجاح الموسم السياحي وتعزيز مكانة الجزائر على خارطة السياحة المتوسطية.
دحماني فاطمة
