انتعاش السياحة الداخلية في الجزائر رغم تحديات الأسعار ونقص المرافق

تشهد السياحة الداخلية في الجزائر انتعاشًا ملحوظًا، وذلك وفقًا لتصريحات جمال نسيب، رئيس الفيدرالية الجزائرية للفندقة والإطعام، ورئيس مجمع “نسيب” للسياحة. وأوضح نسيب لجريدة “الشروق” أن هذا الانتعاش يشمل إقبالًا من السياح التونسيين والليبيين على السياحة الحمويةفي الجزائر، إضافة إلى توافد عدد كبير من المغتربين الجزائريين على السياحة الجبلية، الغابية، والحموية. كما ذكر أن هذا الانتعاش يمتد ليشمل الولايات الصحراوية مثل الوادي وبسكرة، حيث تتوفر القرى السياحية، أحواض السباحة، وبعض الحمامات المعدنية.
رغم هذا الانتعاش، يرى جمال نسيب أن المشكلة الرئيسية في السياحة الداخلية تكمن في نقص عدد الأسرّة الفندقية وارتفاع أسعار الفنادق. ودعا إلى ضرورة تشجيع المستثمرين على إنشاء قرى سياحية توفر إقامة مريحة بأسعار معقولة للجزائريين من مختلف الشرائح. وفي هذا السياق، أشار إلى تأكيد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، على أهمية تشجيع السياحة خارج فنادق الخمس نجوم، من خلال تنويع خيارات المبيت كالمخيمات والقرى السياحية، وهو ما يسعى إليه مجمع “نسيب” لتعزيز السياحة الداخلية وتوفير الراحة للسياح والمصطافين. كما دعا نسيب إلى ضرورة تجاوب المنظومة البنكية مع رغبات المستثمرين الذين لديهم مشاريع لبناء فنادق وقرى سياحية.
من جانبه، أكد عبد الوهاب بولفخاد، رئيس الفدرالية الوطنية للفندقة والسياحة، أن المؤشرات تدل على انتعاش السياحة الصيفية في الجزائر. ومع ذلك، شدد على ضرورة تكاتف الجهود لتخطي التحديات القائمة، مثل نقص الأسرّة، نقص المراحيض العمومية، وهيمنة بعض “البلطجية” على الشواطئ، وغيرها من العراقيل التي تعيق راحة السائح والمصطاف. أبدى بولفخاد تفاؤله بشأن التحضيرات لموسم الاصطياف الحالي، مشيرًا إلى أن الفيدرالية بدأت استعداداتها منذ مارس الماضي. وأكد أن الدولة اتخذت الإجراءات اللازمة لضمان استقبال جيد للمصطافين، وتوفير خدمات ذات جودة، وتحسين البنية التحتية، وضمان الراحة الأمنية. ولفت إلى أن هناك فنادق تعاقدت مع وكالات سياحية، وتم تفعيل منصات الحجز المسبق بأسعار مدروسة تتوافق مع العرض والطلب. وصرح بولفخاد: “لقد سجلنا مؤشرات إيجابية حول جاهزية الفنادق التي يتوفر بعضها على معايير عالمية”.
يُذكر أن اجتماع المكتب التنفيذي للفدرالية الوطنية للفندقة والسياحة، الذي عقد مؤخرًا بفندق “بايازيد” بولاية سطيف، ناقش عدة نقاط أساسية، منها حوصلة نشاط المكتب خلال السداسي الأول من هذا العام، والتحضير لمختلف الأنشطة السياحية وموسم الاصطياف 2025-2026. كما تضمن الاجتماع التحضير لـالصالون الدولي للسياحة والأسفار، المزمع تنظيمه في الفترة من 12 إلى 15 يوليو الحالي، تحت رعاية وزارة السياحة والصناعات التقليدية.
بقلم: بن عائشة نسرين