المحلي

تسليط الضوء على غياب التغطية الإعلامية، وانعدام الشفافية المصاحبة للمشاريع العمومية

ولاية أدرار خارج التغطية الاعلامية... زيارات ميدانية دون إعلام، و مشاريع بلا عدسة و لا مساءلة!

في وقت تتسابق فيه مختلف ولايات الوطن لإبراز مشاريعها، وتحرص على مواكبتها إعلاميًا بكل شفافية، لا تزال ولاية أدرار تعيش عزلة إدارية وإعلامية غريبة، وكأنها “جزيرة منسية” في قلب الصحراء.

يوم السبت 12 جويلية 2025، شهدت الولاية زيارة ميدانية هامة للأمين العام المكلف بتسيير شؤونها، السيد رشيد شريد، رفقة مدير التجهيزات العمومية وممثلي مكاتب الدراسات والمقاولات، لمعاينة عدد من المشاريع الصحية، منها:

مشروع مستشفى 60 سرير ببلدية زاوية كنتة.

العيادة المتعددة الخدمات بالمدينة الجديدة الشيخ سيدي محمد بن لكبير ببلدية أدرار.

الزيارة، رغم أهميتها، مرت في صمتٍ رسمي خانق، لا تغطية ميدانية من الصحافة المحلية، ولا بث مباشر، ولا حتى صور ميدانية تحفظ الذاكرة البصرية للمواطن. فقط منشور يتيم من خلية الإعلام لولاية أدرار!

صحافة الغائب الكبير… أين المرافقة الإعلامية؟

في ولايات مثل باتنة، مستغانم، تيارت ، تيبازة، بجاية، الجزائر العاصمة وغيرها، لا يتحرك الوالي خطوة إلا والصحفيون يرافقونه، وتُوثق كل زيارة، وكل تصريح، وتُطرح الأسئلة، وتُسلط الأضواء.

أما في أدرار، فالوضع مختلف تمامًا:

لا حضور للصحافة المحلية.

لا دعوة للإعلاميين لمرافقة المسؤولين.

لا ندوات صحفية.

لا كشف دوري عن نسب الإنجاز.

لا تفسير لتأخر المشاريع أو لغياب بعضها.

هل يعقل أن يُدشن أو يُعاين مشروع صحي بملايير الدينارات، ولا يُنشر عنه سوى سطرين مملين؟!

أين الشفافية؟ أين مشاركة الرأي العام؟ أين دور الإعلام كشريك رقابي وناقل للانشغالات؟

مشاريع بالصبر فقط… لا توقيت ولا جودة

السلطات الولائية تطالب المقاولات بـ”الالتزام بالجودة واحترام الآجال”… لكن من يراقب من؟!

كم من مشروع صحي أو تربوي أو سكني تم تسليمه متأخرًا أو ناقصًا أو بعيوب واضحة؟

وأين هي اللجان التقنية التي يفترض أن تكشف النقائص بدلًا من “تزيين التقارير الورقية”؟

المواطن ينتظر “الاستلام” لا “التفقد”، والمرضى في زاوية كنتة أو الشيخ سيدي محمد بن لكبير لا يعنيهم كثيرًا من زار، بل متى يُفتح المستشفى أو تشتغل العيادة؟

رسالة إلى من يهمه الأمر

ولاية أدرار ليست حديقة خلفية للإدارة المركزية ولا لمنصب “أمين عام بمهام والي”.

المشاريع تُمنح من المال العام، ومن حق المواطن أن يعلم ما يُنجز باسمه.

لا تنمية بدون إعلام حر شريك، ولا محاربة للرداءة دون كسر جدار الصمت.

فليكن من باب الإنصاف أن تُفتح الأبواب أمام الإعلاميين المحليين، وتُفعّل دور خلية الإعلام فعليًا لا شكليًا، وليُدرك المسؤولون أن المواطن أذكى من أن يُخدر بالصبر والشعارات.

إذا لم تُرافق المشاريع إعلاميًا، وتُطرح الأسئلة، ويُحاسب المقصر، فسنظل ندور في حلقة “زيارات بروتوكولية”، تُنشر في منشورات “منقحة”، لا يشعر بها المواطن ولا تُقنع الرأي العام.

فلمن تُنجز المشاريع إن لم تُعرض على أصحاب الحق؟

ومن يحاسب من في ولاية يعلو فيها الصمت فوق صوت الإنجاز؟

لكرومب على تسابتي

زر الذهاب إلى الأعلى