التعليمالوطني

“روضتي ديزاد”: التحول الرقمي والطفل بملتقى روضات الجزائر

شهدت العاصمة الجزائرية يومي 16 و17 جويلية 2025 فعاليات الملتقى الوطني الرابع لإطارات روضات الأطفال، الذي نظمته مؤسسة “روضتي ديزاد”. استقطب الملتقى أكثر من 250 مديرة وصاحبة روضة من مختلف ولايات الوطن، اجتمعن بفندق سوفيتال لمناقشة التحديات والآفاق المستقبلية لقطاع الطفولة المبكرة. عكس الحضور المكثف لممثلي وزارات التضامن الوطني، التجارة، العمل والضمان الاجتماعي، إلى جانب ممثلين عن الدرك الوطني والمجتمع المدني، الأهمية المتزايدة لدور الروضات في التنشئة السليمة.

افتتحت أشغال الملتقى بمداخلة قيمة للأستاذ عبد الله دواجي حول “التحول الرقمي في الروضات، ضرورة وواقع”، مؤكدًا أن الرقمنة أصبحت حتمية لإدارة مؤسسات الطفولة بكفاءة وشفافية. أوضح دواجي أن الرقمنة تتجاوز استبدال الملفات الورقية لتشمل منظومة ذكية وشاملة للتسيير التربوي والإداري والمالي، مستعرضًا منصة “روضتي ديزاد” الرقمية كنموذج وطني يوفر فضاءات للتسيير، التواصل مع الأولياء، التوظيف، وتنظيم الأنشطة، مع الإشارة إلى أدوات داعمة كاللوحات الذكية والكاميرات الذكية التي تساند المربية دون أن تلغي دورها.

في الجلسة الموالية، تناول الأستاذ ربيع العبزوزي موضوع “الطفل الرقمي بين المنزل والروضة تحديات وتوجيهات”، محللاً كيف يعيش الطفل المعاصر بين واقع رقمي طاغٍ وفضاء اجتماعي تفاعلي. شدد العبزوزي على أن الطفل الرقمي (جيل ألفا) يتميز بسرعة التفاعل وحب الصور وقلة الصبر، مما يستدعي تحول المربية إلى مرشدة نفسية وتربوية. ناقش مزايا التكنولوجيا عند الاعتدال وأضرارها عند الإفراط، وقدم توصيات بإعداد دليل وطني للأنشطة الحسية البديلة وتدريب المربيات وإشراك الأسرة.

واختتمت الجلسات بمداخلة الكوتش عزير منصوري تحت عنوان “الذكاء الاصطناعي شريك الطفولة المبكرة”، مبرزًا الأفق الذي يتيحه الذكاء الاصطناعي في التسيير والإدارة والبيداغوجيا. بيّن منصوري كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقدم أدوات تعليمية ذكية وأدوات لتحليل سلوك الطفل، إضافة إلى مساهمته في ضبط السجلات وتعزيز الأمن الرقمي وتسويق خدمات الروضة. نبه المتدخل إلى تحديات مثل خرق الخصوصية والفجوة الرقمية، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي لا يحل محل المربية بل يمكنها من أداء دورها بحرفية أعلى.

عرف اليوم الثاني من الملتقى مداخلات متخصصة ركزت على الجوانب القانونية والإدارية وتنمية الحس الوطني. افتتحت الجلسات بمداخلة للدكتور بلقايد محمد الأمين والأستاذة نوارة بلخروف حول “الإدارة القانونية والتعامل الإداري داخل الروضات”، مستعرضين الإطار التنظيمي وأهمية إلمام المربيات بالجوانب القانونية والإدارية. كما شهد اليوم مداخلة حول الروبوتيك في روضات الأطفال، وعرضًا لموضوع تمويل توسعة المشاريع لضمان استدامة الروضات. وفي مداخلة نوعية، تناولت الدكتورة نسيمة قلو أهمية غرس روح الانتماء والمواطنة لدى الطفل في مرحلة مبكرة، داعية إلى إدماج القيم الوطنية ضمن البرامج التربوية. اختتمت الفعاليات بعرض نماذج وقصص نجاح ملهمة من بعض المديرات والمؤطرات، وتوزيع شهادات تقدير على المشاركين، في أجواء عكست الرغبة المشتركة في بناء مستقبل تربوي رقمي وإنساني يليق بأطفال الجزائر.

بقلم: بن عائشة نسرين

زر الذهاب إلى الأعلى