الجزائر تحتضن النسخة الأولى من الألعاب المدرسية الإفريقية

تفتتح الجزائر، مساء اليوم السبت، فعاليات الدورة الأولى من الألعاب المدرسية الإفريقية، وهو حدث رياضي قاري بارز يستمر حتى 5 أغسطس المقبل. يُقام حفل الافتتاح الرسمي في ملعب “19 ماي 1956” بمدينة عنابة، بدءًا من الساعة الثامنة مساءً، في تظاهرة تعكس التزام الجزائر بتعزيز الرياضة الشبابية على مستوى القارة.
تستقبل هذه النسخة الافتتاحية حوالي 2700 رياضي يمثلون 50 بلدًا إفريقيًا، سيتنافسون في 25 نوعًا رياضيًا متنوعًا. تتوزع استضافة الألعاب على أربع ولايات جزائرية: سطيف، قسنطينة، سكيكدة، وعنابة، مما يسلط الضوء على البنية التحتية الرياضية للبلاد وقدرتها على تنظيم الفعاليات الكبرى.
تأتي هذه الألعاب تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، كمبادرة مشتركة بين جمعية اللجان الوطنية الأولمبية الإفريقية (أكنوا) والاتحادية الدولية للرياضة المدرسية. وقد استحدث هذا الحدث الهام بموجب اتفاق تم توقيعه خلال الألعاب الأولمبية في باريس 2024، مما يؤكد على الرؤية المستقبلية لتطوير الرياضة المدرسية كركيزة أساسية للرياضة القارية.
أكدت جمعية اللجان الأولمبية الوطنية الإفريقية أن هذا الحدث الرياضي يمثل “موعدًا هامًا لتطوير قدرات ومواهب التلاميذ في الجزائر وفي القارة الإفريقية”. واعتبرت أن مبادرة الرئيس تبون لرعاية هذه الدورة الأولى تمثل رافعة أساسية لتطوير الرياضة، مشددة على أن الرياضة المدرسية تشكل عنصرًا محوريًا في تنمية قدرات الشباب الإفريقي.
من جانبه، أوضح رئيس الهيئة القارية، الجزائري مصطفى براف، أن هذه التظاهرة توفر “منصة حقيقية للتلاميذ من أجل تنمية مواهبهم، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، واكتساب قيم مهمة مثل الانضباط، والعمل الجماعي والمثابرة”. وأضاف براف قائلًا: “نحن مقتنعون بأن هذا الحدث سيساهم في اكتشاف مواهب جديدة، وتحضير الرياضيين الشباب في إفريقيا للمنافسات الدولية المقبلة”.
تؤمن الهيئة الرياضية الإفريقية بأن الرياضة المدرسية لها فوائد عديدة، فهي لا تساعد التلاميذ على اكتشاف وتطوير مهاراتهم فحسب، بل قد تمهد لهم الطريق نحو مسيرة احترافية واعدة. كما تساهم في تحسين صحتهم الجسدية والنفسية من خلال تعزيز نمط حياة صحي ونشيط، وتنمية الثقة بالنفس وتقدير الذات، ما ينعكس إيجابًا على حياتهم الدراسية والشخصية. وتُعد هذه الألعاب فرصة لتعزيز القيم الأولمبية كالصداقة، والتضامن، واللعب النظيف، الضرورية للنمو المتوازن للشباب.
تدعم اللجنة الأولمبية الدولية هذه المبادرة، التي تهدف إلى إعداد الأجيال الصاعدة من الرياضيين الأفارقة للاستحقاقات الرياضية الكبرى القادمة، وفي مقدمتها دورة الألعاب الأولمبية في لوس أنجلوس 2028، وأولمبياد بريزبان 2032.
وأوضح رئيس لجنة تنظيم الألعاب، عمار براهمية، في ندوة صحفية أمس الجمعة بعنابة، أن عدد المشاركين سيصل إلى 2700 رياضي يمثلون 50 دولة، باستثناء ملاوي وموزمبيق اللتين تعذر عليهما الحضور لأسباب داخلية. وستجرى المنافسات وفق برنامج دقيق يشمل عدة اختصاصات على مدار أيام عديدة، ضمن منشآت رياضية مجهزة لاستقبال الرياضيين في أحسن الظروف. ودعا براهمية الجمهور للحضور المكثف لحفل الافتتاح الرسمي، مؤكدًا أنه سيكون مناسبة لرفع الراية الوطنية وتعزيز الانتماء الإفريقي وترسيخ روح التضامن بين شباب القارة.
بقلم: بن عائشة نسرين