الإكزيما التأتبية في الجزائر: معاناة تتجاوز حدود الجلد

تُعد الإكزيما من بين أكثر الأمراض الجلدية المزمنة التي ترهق المصابين بها، ليس فقط بسبب الحكة المستمرة وجفاف الجلد، بل أيضا لما تخلفه من أثر نفسي واجتماعي على المرضى.
في الجزائر، يتابع العشرات من المصابين، كبارا وصغارا، علاجهم في مستشفيات كبرى مثل مستشفى “مصطفى باشا” الجامعي بالعاصمة، حيث احتضن مؤخرا لقاء تحسيسيا نظمته المؤسسة الجزائرية لطب الجلد التجميلي ومستحضرات التجميل بمناسبة اليوم العالمي للإكزيما 2025، تحت شعار “بشرتنا.. رحلتنا”.
الألم النفسي يضاعف المعاناة الجسدية
يقول أحد المرضى المشاركين في اللقاء: “في الكثير من الأحيان، لا يؤلمني الجلد فقط، بل إنّ نظرات الناس تكون أشد إيلاما”.
هذه العبارة تختصر حجم المعاناة التي يواجهها المصابون، حيث يعانون من اضطرابات النوم، القلق، والاكتئاب نتيجة مظهر المرض الذي يلفت الانتباه، خاصة عند الأطفال والمراهقين.
أسباب تفاقم الإكزيما في الجزائر
يُجمع الأطباء المختصون على أنّ العوامل البيئية تزيد من حدة المرض، ومن أبرزها:
التلوث الهوائي في المدن الكبرى.
التدخين السلبي وتأثيره المباشر على الأطفال.
الرطوبة العالية التي تزيد من تهيج البشرة.
العوامل الوراثية وضعف المناعة الجلدية.
الأطفال الأكثر عرضة للإكزيما
تشير الدراسات إلى أنّ نسبة كبيرة من المصابين بالإكزيما في الجزائر هم من فئة الأطفال، حيث يبدأ المرض بالظهور منذ الأشهر الأولى من العمر.
وما يزيد من معاناة الأولياء هو صعوبة السيطرة على الحكة المتكررة، ما يؤدي إلى التهابات جلدية متكررة تستدعي تدخلا طبيا مستمرا.
اليوم العالمي للإكزيما 2025.. دعوة إلى الوعي والدعم النفسي
الاحتفال باليوم العالمي للإكزيما لم يكن مجرد نشاط طبي، بل حمل رسائل إنسانية قوية، تهدف إلى:
رفع مستوى الوعي الصحي حول المرض.
كسر حاجز الوصمة الاجتماعية التي تلاحق المصابين.
دعوة الأسر إلى تقديم الدعم النفسي لأطفالهم.
التشجيع على الاستشارة الطبية المبكرة لتفادي المضاعفات.
علاج الإكزيما.. بين الدواء ونمط الحياة الصحي
رغم عدم وجود علاج نهائي للإكزيما حتى الآن، إلا أنّ الأطباء يؤكدون أنّ المتابعة الطبية المنتظمة وتغيير بعض العادات اليومية يساعدان بشكل كبير على التخفيف من الأعراض، وذلك عبر:
استخدام كريمات الترطيب الطبية بانتظام.
تجنب المواد المثيرة للحساسية مثل العطور والمنظفات القوية.
اتباع نظام غذائي متوازن وغني بالأوميغا 3.
تقليل التوتر والضغط النفسي عبر الرياضة والأنشطة المريحة.
الإكزيما ليست مجرد مرض جلدي، بل هي رحلة حياة طويلة بين العلاج الطبي والصبر على الألم الجسدي والدعم النفسي.
وفي الجزائر، يبقى رفع الوعي المجتمعي خطوة أساسية من أجل مساعدة المرضى على التعايش مع هذا الداء المزمن بكرامة وجودة حياة أفضل.
بقلم شهيناز ربيب